Page 109 - web
P. 109

‫‪ISSUE No. 450‬‬           ‫سبل مواجهة المشكلة المرورية والوقاية منها‬                     ‫‪ -‬الآثار الاقتصادية‪ ،‬يعكسها حجم النفقات والأعباء المالية‬
                                                                                      ‫والمادية التي تتحملها خزينة الدولة والمجتمع‪ ،‬ووكالات التأمين‬
                    ‫لمواجهة المشكلة المرورية تحدد الدولة في سياستها عدة‬               ‫سواء لعلاج وتأمين المصابين أو لتعويض الضحايا‪ ،‬وإصلاح‬
                    ‫تدابير عملية بداية من الوقاية إلى الرقابة المرورية التي تقوم بها‬  ‫الأضرار اللاحقة بالممتلكات والطرق ولواحقها من إشارات المرور‬
                    ‫أجهزة الشرطة والدرك الوطني وبعض الهيئات المتخصصة في‬               ‫وتجهيزات تقنية خاصة بمراقبة الطرقات‪ ،‬وأكد المندوب الوطني‬
                    ‫المجال‪ ،‬لردع المخالفين في ظل ما توفره من تطبيقات ذكية‬             ‫في مداخلة إذاعية في شهر مايو ‪ 2024‬أنه تبعًًا لدراسة قامت‬
                    ‫في مختلف الدعائم الرقابية المتطورة لشرطة المرور كرادارات‬          ‫بها مصالحه بالتنسيق مع مخبر النقل بجامعة باتنة (الجزائر) عام‬
                    ‫قياس السرعة وكاميرات المراقبة ‪ ،‬ومن سبل المواجهة التكوين‬          ‫‪ ،2016‬قدر حجم التكلفة الناجمة عن حوادث المرور سنوًًّيا في‬
                    ‫النوعي لمدربي مدارس السياقة والسواق وفرض المراقبة التقنية‬
                                                                                                             ‫الجزائر ما قيمته ‪ 100‬مليار دينار جزائري‪.‬‬
                             ‫الدورية للمركبات‪ ،‬وصيانة الطرق والتوعية المستمرة‪.‬‬        ‫‪ -‬الآثار الاجتماعية‪ ،‬تتمثل في مخلفات حوادث المرور على الفرد‬
                    ‫كما أن المراجعة الدورية للنصوص القانونية والتنظيمية لها‬           ‫والمجتمع‪ ،‬فتتأثر الأسرة على المستوى المادي والنفسي من‬
                    ‫دور كبير في المطابقة ومسايرة التطورات التي تحدث في مجال‬           ‫جراء إصابة أحد أفرادها بحادث سير‪ ،‬مما يؤثر سلبًًا على المستوى‬
                    ‫الوقاية ومواجهة المشكلة المرورية‪ ،‬وهذا سواء وطني�ا أو‬             ‫المعيشي لها نظرًًا للميزانية الثقيلة للتكفل بهذا المصاب مدى‬
                                                                                      ‫الحياة‪ ،‬في المقابل يولد لديه اضطرابات نفسية واختلالات في‬
                                                                 ‫إقليميًًا ودوليًًا‪.‬‬
                                                                                            ‫التعامل مع محيطه على أنه عبء على الأسرة والمجتمع‪.‬‬
                                 ‫الرسالة التي تعمل من أجلها المندوبية‬                 ‫في ذات السياق كانت وزارة الداخلية قد أفاتد ببيان رسمي‬
                    ‫حفاظ�ا على الروح البشرية وسلامة المواطنين‪ ،‬تسعى‬                   ‫بحصيلة حوادث الطرقات المسجلة خلال صائفة ‪ 2023‬والتي‬
                    ‫المندوبية الوطنية للأمن في الطرق في إطار تجسيد مهام‬               ‫«بلغت ‪ 6506‬حادثًًا خلفت وفاة ‪ 1085‬شخصًًا‪ ،‬وهو ما يعادل‬
                    ‫الدولة لحماية الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام‬               ‫نسبة ‪ 30‬بالمائة من مجموع الضحايا المتوفين خلال نفس‬
                    ‫العام‪ ،‬إلى تنفيذ السياسة الوطنية للوقاية والأمن في الطرق‪،‬‬         ‫السنة‪ ،‬إلى جانب تسجيل ‪ 9379‬جريحًًا أي بنسبة ‪ 22‬بالمائة من‬
                    ‫ببناء وعي مجتمعي لدى كل الفئات العمرية بخصوص المشكلة‬
                    ‫المرورية‪ ،‬مع تبني إستراتيجيات فعالة للحّّد من آثارها‪ ،‬وبسط‬                      ‫إجمالي عدد الجرحى المسجلين خلال ذات السنة‪.‬‬
                    ‫التوعية بالشراكة والتعاون الواسع مع كل القطاعات المختصة‬           ‫وخلال الثلاثي الأول من سنة ‪ 2024‬سجل فيه تراجع في عدد‬
                    ‫ومع كافة الشركاء المعنيين بالسلامة المرورية‪ ،‬بإشراك المجتمع‬       ‫الحوادث مقارنة بالسنة الماضية‪ ،‬ما نتج عنه ‪ 6462‬حادث مرور‪،‬‬
                    ‫المدني ووسائل الإعلام للحد الفعلي من حوادث المرور وخفض‬            ‫مخلفًًا ‪ 8506‬جريحًًا و‪ 858‬وفاة‪ ،‬أي بمعدل بين ‪ 7‬إلى ‪ 9‬وفيات‬
                    ‫عدد الوفيات والإصابات الناجمة عنها‪ ،‬والعمل على تفادي‬              ‫يوميا‪ ،‬وبالرجوع إلى سنة ‪ 2015‬فقد كان العدد المسجل ‪4500‬‬

                                ‫المأساة التي يعيشها المجتمع وأسر الضحايا سنويًًا‪.‬‬                     ‫وفاة‪ ،‬ورغم التراجع إلا أن الحصيلة تبقى ثقيلة‪.‬‬

               ‫‪109‬‬
   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114